أيها الرجل ; سلام عليك في كل أعيادك , كل يوم و أنت بخير , اعتبر كل أيام السنة أعيادا لك , و اهدي لنفسك كل الأشياء الغالية الثمينة و اترك الورود للنساء , فهي سرعان ما تذبل تماما كنشوة احتفالها بيومها العالمي ; لا داعي لتناضل من أجل يوم عالمي للرجل , فكل أيام السنة أياما عالمية لك , ثم إن الذين يستغلون المرأة في يومها العالمي أكثر جرما ممن " يستغلها " في بقية الأيام,
لماذا حددوا أسبوعا للفرس , و يوما للتدخين و يوما للثلوت و يوما للمرأة !!
أيها الرجل أنت مضطهد فعلا , و لا أحد يحس بك , يتحدثون عن حقوق الطفل , و حقوق المرأة وحقوقك أنت لا أحد يتحدث عنها ! انك مضطهد بكل المقاييس ,تضطهدك المرأة و الدولة و تضطهدك الحياة و شظف العيش الذي لا يرحم , ولا أحد يأبه لمعاناتك ; أنت ملزم لتقدم الهدايا بمناسبة و بغيرها ولا أحد يهديك أي شيء ; غير التهم الجاهزة ,
كم أنت مضطهد أيها الرجل !
نفقات البيت ملقاة على عاتقك , مسؤوليات الحياة ; و "نكير" المرأة ,مع ذلك يرمون بكل اللوم عليك , لأنك طيب , ابن ناس , تشارك المرأة الإحتفال بيومها اليتيم في فصل الربيع , بينما هي تضطهدك طوال السنة و على مر الفصول ; هي تستغل كل مناسبة لتفتح عليك النار وتعلنها حربا ضروسا عليك , يفتحون في وجهها الإذاعة و التلفزيون و صفحات الجرائد لتشتمك بأعلى صوتها ,و تعتبرك عدوها اللذوذ , و أنت تتفرج مكثوف الأيدي و أحيانا تصفق لها و تبدي إعجابك "بنضالها" , ولم تجرؤ يوما في الحديث عن الإضطهاد الذي الذي تعيش فيه بسبب هذا الكائن " الرائع " الذي هو المرأة ;
قل لي يا رجل ! لماذا تخرج كل صباح لتشقى و تعمل؟ أليس من أجل زوجتك و أمك و أختك و بنتك !
قال أحد الفلاسفة " للمرأة سلاحان ; أدوات الماكياج و الدموع , و من حسن حظ الرجال أنها لا تستطيع استعمالهما في آن واحد " كان هذا في الماضي أما الآن فقد جعلوا بين يديها ترسانة قانونية , أساطيل إعلامية , جحافيل من "جنود النساء" مجندين للفتك بك من أبسط تظلم ترفعه المرأة.
في القرى المهمشة تشقى المرأة داخل البيت و خارجه , طول اليوم و بعض الليل, تحتطب , ترعى الغنم ,تطبخ , تقطع مسافة طويلة بحثا عن قطرة ماء , ومع ذلك يبقى لها متسع من الوقت و الجهد للعبة الليل مع الرجل الذي يشتغل هو أيضا طول اليوم , يحرث و يزرع, يبني و يفعل كل شيء , لكن المرأة القروية لا تحتفل بيومها العالمي لأنها أعقل من نظيرتها "المثقفة" و تدرك كل الإدراك أنها هي و الرجل مضطهدين ـ سواسية ـ من طرف قساوة الطبيعة و تهميش الدولة , وتدرك أنها لابد أن تشارك الرجل نضاله طول السنة ضد من يستغلهما و يهمشهما و يقصيهما .
في اليوم العالمي للمرأة قرأت ورقة تقنية لحفل تعتزم إحدى المنظمات النسائية تنظيمه ; و راعتني الكثير من اللاء ات لا للعنف ضد النساء ,لا لإقصاء المرأة , لا .... و الذي آثار انتباهي كثيرا هو لا لتعريض المرأة للعنوسة !!
من يعرض المرأه للعنوسة !! لست أدري ;
قد يحدث أن نجد عنفا داخل الأسرة عنفا متبادلا تمارسه المرأة أحيانا و يمارسه الرجل أحيانا أخرى , عنف متبادل , إذا لا داعي لتنظر المرأة إلى نفسها كضحية فهي و الرجل ضحيتان لجلاد هو الدولة.